أجرت شبكة فلسطين الإخبارية لقاءً خاصاً مع عبدا لله الإفرنجي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والمفوض العام للعلاقات الخارجية للحركة، تحدث فيه عن أهم الأحداث السياسية الجارية في الوطن، على الصعيد السياسي الداخلي والخارجي، وهذا نص اللقاء
1- ما الذي يجري بخصوص إعلان صنعاء الذي تم توقيعه والأحاديث التي تقول أن الأحمد لم يكن مخولاً؟
ما حدث هو مطب كان لا يجب ان يحدث ولكن لاختصار الأحداث وضغط الأحداث ولضرورة أن نصل الى شيء محدد اتجاه اخواننا في اليمن واتجاه المبادرة اليمنية حدث هذا الالتباس في الحركة وكان من المفروض الا يكون ردة الفعل على شاشات التلفزيون، وكما تعلمون الان كل العالم اصبح في وضع موضوع تحت المجهر لسرعة الحركة ولسرعة الاتصالات ولانتظار الناس باجابات سريعة حصل هذا المطب بالامس بين نمر حماد وعزام الاحمد ونحن في حركة فتح نأسف لما حدث فيما يتعلق بهذا الموضوع.
2- بعد ساعات من توقيع اتفاق صنعاء بين فتح وحماس طرا خلاف بين الحركتين على ما تم الاتفاق عليه وخاصة البيان الصادر عن الرئاسة الفلسطينية والذي اعتبر الاتفاق للتنفيذ وليس للحوار على التنفيذ. ما تعليقك؟
الحقيقة انه مثل هذه الاتفاقيات يجب ان تناقش وتبرز ضمن دوائر مغلقة واي وجهة نظر تخرج يجب ان تخرج بعد دراستها بتعمق كبير جدا، انا اعتقد ان الخروج للاخ نبيل ابو ردينة جاء نتيجة التغطيات التي بدأت تخرج من الطرف الاخر لذلك انا اميل ان لا نخرج الى الاعلام قبل ان نتفق على ما نريد ان نقوله اذا كنا نريد ان نتفق في فتح او حماس، لان الخروج على وسائل الاعلام مباشرة بعد عقد جلسة الاتفاق تم دون تنسيق ودون تشاور على الاقل مع اليمنيين ويقود الى ما اليت اليه الاومر فيما بعد اعلان صنعاء.
3- هل ينجح مثل هذا الاتفاق بعد أن فشلت اتفاقات سابقة مثل اتفاق مكة والقاهرة من قبله؟
انا اعتقد ان الاجواء ما زالت مشحونة وان النفوس ما زالت غير مرتاحة واعتقد ان المسار السياسي لا يسير في مسار انجاح هذه المفاوضات على كل الاحوال ونحن نأمل انه بالفعل المبادرة اليمنية تطرح على القمة العربية ليتم تبنيها بشكل كبير من الجموع وهذا ما يتمناه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح والذي قام بجهد كبير وبذل جهد كبيرا للوصول الى هذا البيان في هذه الصياغة لذلك اعتقد انه من مهمة القمة العربية الان هو مساعد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح للوصول الى اتفاق فلسطيني يعيد اللحمة الى الشعب الفلسطيني ويخلق ارضية جيدة للفلسطينيين ليستطيعوا التحرك بشكل افضل في اتجاه مراجعة التطورات في المفاوضات ومراجعة كل الامور الاخرى المتعلقة بالسياسة الفلسطينية مع الطرف الاسرائيلي ومع الطرف الاميريكي وكل الاطراف المعنية لانه نحن الان موجودين في وضع سئ جدا للفلسطينيين والقضية الفلسطينية لم تمر باسوء من هذا الوضع منذ العام 1948.
4- ما هو تقييمكم للوضع السياسي الحالي سواء على صعيد المفاوضات والاحتلال أو على الصعيد الداخلي مع حماس؟
اولا على الصعيد الداخلي نحن ما زلنا نأمل ان تسير المفاوضات بالشكل السليم وان نصل الى اتفاق على ارضية الحفاظ على الشرعية الفلسطينية باتجاه خلق اجواء وتنفيس الاحقان والاحتقان وخلق الاجواء التي تهيئ الاجواء الى اجراء انتخابات رئاسية وانتخابات تشريعية وثم ننتقل بعد ذلك الى مرحلة جديدة في تاريخ الشعب الفلسطيني، اما فيما يتعلق بالمفاوضات مع الجانب الاسرائيلي فمن الواضح ان اسرائيل منذ مؤتمر انابوليس حتى اللحظة لم تلتزم باي شئ من هذا الاتفاق وما زالت لا تتفاوض مع الطرف الفلسطيني بجدية، هناك مفاوضات تسير بشكل او باخر لكن دون أي مردود وبجانب هذه المفاوضات تقوم اسرائيل باقتحامات مستمرة للضفة الغربية وبعد ان قامت بالهجوم الكبير والواسع على قطاع غزة الذي سمته في ذلك الوقت بالشتاء الساخن، وايضا من تصريحات السيد التشيني امس ذكر ان هناك امنيات وانا اعتقد انه صادق عندما قال انهم يتوقعون وينتظرون اليوم التي تقام بها الدولة الفلسطينية ولكنه الحق ذلك بجملة رديفة وسريعة تعني ان هذا قد لا يحدث عندما قال انه يحملنا المسؤولية دون ان يتعرض لاسرائيل وسياسة الاعتداءات الاسرائيلية وسياسة الاستيطان الاسرائيلي ومن جانب اخر هناك انحياز كبير من الجانب الامريكي الى اسرائيل.
5- ايضا ديك تشيني قال انه احلال السلام في الشرق الاوسط يحتاج الى تنازلات مؤلمة هل تعتقد ان هذه التنازلات المؤلمة ستقتصر على الفلسطينيين في ظل التعنت الاسرائيلي؟
في الحقيقة ان الجانب الفلسطيني بحكم المعادلة هو الطرف الاضعف، منذ عام 1948 ونحن نقوم بتنازلات مستمرة وقمنا بالاعلان عن المقاومة المسلحة لكي نوقف هذه التنازلات التي كانت موجودة بشكل او باخر ووصلنا الى الاعتراف باسرائيل من خلال اتفاقية اوسلو واعتراف اسرائيل بنا ولكن كل هذه التنازلات وقبلنا ان نقيم الدولة الفلسطينية على ربع الارض الفلسطينية فقط يعني بمعنى على 22% من الاراضي الفلسطينية قبل ان يتم تقسيمها، هذا يعني ان نحن ما زلنا الطرف الذي يتنازل والطرف الذي يفرض عليه سياسة الامر الواقع واسرائيل حتى الان فرضت علينا سياسة الامر الواقع في نقاط جوهرية مهمة جدا، وفرضت علينا سياسة الامر الوقع ببناء الجدار وتهويد القدس وتوسيع المستوطنات فوق الاراضي الفلسطينية وفرضت علينا سياسة الامر الواقع في التصرف في مياة الجوف في الاراضي الفلسطينية بان تستعمل هي هذه المياه وان تتصرف بهذه المياه وان تقوم بتحليل الكمية التي لا بد منا ان نستعملها وهي تجبرنا على دفع هذه الكمية من المياه باربعة اضعاف السعر التي تدفعه اسرائيل، انا اعتقد ان كل هذه الامور لا تشجع على اقامة سلام عاجل ودائم في هذه المنطقة ونحن لن نصل الى سلام عادل وشامل اذا بقية هكذا المعادلة، طبعا هناك مناخ دولي عام مع اقامة الدولة الفلسطينية وهناك ايضا اجماع عالمي على ان تكون هذه الدولة الفلسطينية غير مجزئة وقابلة للحياة وكل ما يجري على الارض لا يبشر ان هناك سياسة اسرائيلية مهيئة ان تتخلى عن تجزئة الارض الفلسطينية وان تتخلى عن السيطرة وبناء المستوطنات على الاراضي الفلسطينية؟
6- كيف ترون حركة فتح بعد تسعة أشهر مما حدث في حزيران الماضي وكيف هي أمورها الداخلية؟
حركة حماس بلا شك ارتكبت خطا بانتقالها الى الحسم العسكري وبالتالي قتلت فكرة الديمقراطية التي الجميع فتح لها باب، لذلك على حماس ان تقوم بمراجعة سياستها واذا ارادة بالفعل العودة الى الوضع الفلسطيني هناك مجموعة من الخطوات على حماس ان تتخذها الخطوة الاولى انه يجب ان تدخل منظمة التحرير الفلسطينية على ارضية البرامج السياسية التي نشأت عليها منظمة التحرير الفلسطينية منذ ما يزيد على 45 عاما لان هذا التاريخ الطويل ليس فقط لحركة فتح وحده ولكن لكل الشعب الفلسطيني ولم تشارك حماس في هذه المسيرة لان الحركة جديدة ويجب عليها عندما تدخل منظمة التحرير الفلسطينية ان تعترف بهذه المنظمة ودون دخولها المنظمة سيصعب عليها تحمل برامج تجمع جميع اطياف الشعب الفلسطيني والنقطة الثانية على حماس ان تعترف بالشرعية الفلسطينية والنقطة الثالثة يجب ان تقوم حكومة حماس وليس حركة حماس او الحكومة التي تشارك باتلاف بها حركة حماس باعتراف بكل الاتفاقيات التي قامت بها السلطة الفلسطينية قبل ذلك حتى وان كان وبعد ان تعترف بها نسعى جميعا بتعديلها بالشكل الجيد الذي يناسب الجميع ونحن حتى الان لدينا اجماع عام عالمي لصالحنا لم يتغير والمعادلة لا تسير في الاتجاه السليم بسبب التحيز الامريكي الواضح لاسرائيل .
مع تحيات ***( معاد عثمان )*** وشكرا