«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»مسؤلية المؤمنين في شعبان «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
يَسْتَعِدُ المؤمنون من أول يوم في شعبان والمؤمنون كل أيامهم وفي تلك الأيام بالذات ينبغي أن يكونوا مُستعدين على كل حال، فتأتي أيام المغفرة ليَزْدادُوا فيها استعدادًا، وَلِيزْدادوا فيها عملًا، وليزدادوا بها قربًا من الله ، وليزدادوا بها اجتهادًا.
فينبغي:
أن يكون حالنا كحال السلف، لأن مسئوليتهم أمام الله تعالى، ومسئوليتهم تجاه أمتهم، وحفظ دينهم مسئولية عظيمة، وهي في محل الخطر؛ لأن ما نزل بغيرهم من المؤمنين المقصرين في أقطار الإسلام الأخرى من هلاك أو استضعاف أو بلاءٍ أو شدة يوشِك أن ينزل بهم؛ لأن ما نزل بغيرهم إنما نزل لنفس الأسباب التي يقعون هم فيها في هذه الأيام، فيوشك أن يكون شأنهم نفس الشأن، ويوشك أن يكون مصيرهم نفس المصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله، عياذًا بالله من ذلك.
لذلك: تأتي مواسم المغفرة ليزدادوا اجتهادًا، وعملًا وبذلًا، فمن كان مقصِّرًا أقلع، ومن كان مستقيمًا ازداد، ومن كان مُتَهَيِّئًا للرحمة إذا به يزداد من تلك الرحمة، ومن هذا التقرب إلى الله تعالى.
فُتِحَ "شعبان" ليتحمل المؤمنون مسئوليتهم فيه العمل الصالح الذي يرفع الله تعالى به البلاء عن بقية المؤمنين، فإذا لم يحاول المؤمنون اليوم المهتمون بتلك المسئولية الضخمة أن يقوموا بهذه الأعباء فَمَنْ يقوم بها؟!
وإذا لم يبلوا البلاء الحسن ؟ وإذا لم يدفعوا هم فمن يَدْفَعُ ومن يبلي؟!
مشكلة المؤمنون وعقدتهم هي الاجتهاد... فقد صارت نواياهم غير معقودة عليه، ولا مُهْتَمَّةٍ به، لذلك كان ذكر حديث النبي المكرر الذي دائمًا ما يقال في مثل هذه الأحوال ولكنهذه المرة نريد أن نربط المعاني ربطًا جديدًا يفهم منه المؤمنون قصة مشكلتهم وعقدة اجتهادهم. وحديث النبي المقصود هو أنه لما سُئِلَ عن صيام شهر شعبان يقول: ((ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاس عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ))( ) .
وروى البخاري أنَّ النبيَّ ((كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ))( )، وفي رواية: ((إِلَّا قَلِيلًا))( ) .
وهذا مدخلنا إلى الكلام على هذه القضايا التي أشرنا إليها، قضايا الاستعداد لـ"رمضان" ومواسم المغفرة، قضايا الدفع عن المؤمنين، قضايا تحمل المسئولية التي نيطت بهم ، قضايا تعويض واستدراك ما فات مما كانوا يُمَنُّونَ أنفسهم به. وشكرا